قصة توفيق وسليمان وعائلاتهم، رحله معاناه بدأت في سوريا وانتهت في مدينة رالي في نورث كارولينا.
ابطال حكايتنا رجلان من مدينة درعا السورية، الاول يدعى سليمان الزعبي ٣٥ سنة والثاني توفيق الزعبي ٣٧ سنة، شاءت الاقدار ان يحملوا نفس الكنيه بالرغم من عدم وجود لاي قرابة او صلة بالدم ولكن اختهم الحرب وجمعتهم الغربة ليصبحوا اخوه.
سليمان متزوج وله ٣ اطفال ولدان وبنت، اما توفيق فهو متزوج ايضا ولديه ٤ اطفال ولدان وبنتان والخامس يستعد ليرى النور خلال شهرين.
لقد اردت ان اجري هذي المقابله لاعرف معنى لاجئ وهل يختلف اللاجئ عن الشخص العادي فسالت توفيق عن تجربته فاخبرني: انه قبل الحرب الاهليه السوريه كانوا اشخاصا عاديين يعيشوا حياة هادئة في مدينة درعا المليئة بالمطاعم والاسواق والفعاليات المختلفة، ولكن في عام ٢٠١٢ تغير كل شيء مع الحرب.
لقد تعمدت استخدام لغة حيادية في الحديث عن الحرب لكي اترك لهم حرية التعبير عن رأيهم في الحرب، وهم لم يتطرقوا لاي امور سياسية، عرقية، او دينية، وانما كانت المقابلة عبارة عن تجربة انسانية محضة لاشخاص مسالمين ارادوا الحياة بسلام حيث لم يتبقى في ارضهم مكان للسلام،ولكنهم ذكروا ان القوة التي كانت تحميهم من الجيش السوري هو الجيش الحر.
سليمان كان يعمل ويعيش في دبي عند اندلاع الحرب وعند سماعه الاخبار وبان الاهالي يهربون من درعا والقرى المجاورة للنجاة بحياتهم ما كان منه الا ان يتخذ قرارآ شجاعا بالعودة الى اهله وبلده.
مع مرور الوقت، ازداد الوضع خطورة واغلقت المحلات حتى لم يتبقى شيئآ الا اغلق،وتوفيق يروي ان الناس بدأت بابتكار طرق مختلفة لتأمين حاجتهم وحاجات القرى المجاورة، ولكن في كل يوم كانت الحياة تصبح اكثر تعقيدآ وطوق النجاة يزيد ضيقآ، القرية اصبحت اكثر عرضة لاطلاق النار والقنابل والصواريخ واحيطت بالقناصين من كل جانب وللاسف توفي الكثير من اصدقاء وجيران واحباء لتوفيق، فما كان من توفيق وسليمان الا ان يهربوا مع عائلاتهم لقرى مجاورة .
استخدموا الباص للتنقل ولكن الباص تعرض لهجوم شرس من الجيش السوري مما ادى الا اصابة سليمان في ذراعه ورجله واصيبت زوجته في ساقها بالاضافة لان زوجة سليمان عانت من ضعف شديد في حاسة السمع نتيجة لالقاء القذائف والصواريخ المستمر على القريه وسليمان وزوجته كانوا مثالآ على العديد من الركاب الذين قتلوا او جرحوا في الحادثة.
اضطر سليمان لترك عائلته في سوريا والسفر للاردن لمدة اربعة اشهر من اجل العلاج.
قصة سليمان وتوفيق هي مثال حي لحقيقة الحرب السورية المروعة ونبعاتها المؤلمة لاناس ابرياء عزل يحاولون النجاة بحياتهم وحياة اهليهم مما يدعوك للتساؤل ما الذي يحمل السوري على قتل طفل سوري اخر وما الذي يدعوا جيش البلاد لقتل اهلها بدلا من حمايتهم.
الهجرة للاردن لم تكن سهلة وخصوصا على الاطفال، فالحياة في المخيمات كلاجئين صعبة ولكن الجيش الاردني والشعب كان متفهمآ مما سهل الحياة قليلآ.
لقد تم القبض على اخو توفيق لاحقآ من قبل الجيش وتم اعتقاله وتعذيبه لفترة قبل ان يطلق سراحه ولكن قريبه لم يحالفه الحظ وقتل على يد الجيش. بقي توفيق وسليمان في الاردن مع عائلاتهم واستأجروا شقق حتى منتصف ٢٠١٦ حيث هاجروا للولايات المتحدة الامريكية.
تنقل الاطفال من سوريا الى الاردن ثم امريكا ليس بالامر السهل نتيجة اختلاف كبير للثقافة والعادات والتقاليد
في الاردن كان التواصل مع هيئة الامم المتحدة التي ساعدتهم في الوصول الى الولايات المتحدة.
منذ ان وصلوا الى نورث كارولينا تلقوا دعمآ من العديد من الجهات
Lutheran Services Carolina and U.S Committee for Refugees and Immigrants-NC,Muslim net, North Raleigh masjed.
والعديد من الجهات الزكية ولكن المفاجئة الكبرى لتوفيق وسليمان كانت بالاستقبال الحافل والاهتمام البالغ من الجالية الاسلامية في الولاية فحسب تعبيرهم ان الانتقال لبلاد غريبة مع لغة مختلفة وعادات مختلفةًلم يكن لينجح لولا المساعدات المستمرة من الجالية المسلمة مشكورة.
لقد قابلت السيد ناصر شاهين المدير المسؤول عن Muslim net والذي اخبرني عن المساعدات والتسهيلات التي تقدم للاجئين الجدد في المنطقة.
Lutheran service تخبر Al Muslimnet عن قدوم العائلات ثم تقوم المنظمة بمساعدتهم الجدير بالذكر هنا ان Al Muslimnet هي منظمة خيرية تعتمد على التبرعات والمتطوعين بشكل كامل والمساعدات تقدم من دون اي مقابل ولكنها تقدم على اكمل وجه فعند اعلام المنظمة بقدوم عائلة فيتم تجهيز شقة مفروشة بالكامل من عفش وطعام وشراب ويتم الاستقبال بالمطار وتأمين المواصلات للذهاب للمواعيد وتأمين مترجم للمساعدة في اللغة ومساعدتهم في تأمين حاجياتهم من بحث عن العمل للاهل وتأمين المدارس للاطفال والعديد من الاحتياجات ليتحولوا من لاجئين سوريين لمواطنين امريكيين.
كل الشكر والتقدير للسيد ناصر والمنظمة وجميع العاملين المتطوعين فيها الذين لولا تبرعات الجالية لما استطاعوا هم انفسهم تقديم كل هذه الخدمات والوصول لما هم عليه.
خلال شهر رمضان قدمت المنظمة كل هذه الخدمات لعائلة كل ٤ ايام تقريبآ وهو ما يتطلب الكثير من الجهد حسب ماقاله السيد ناصر ولذلك من هنا ندعوا لمزيد من المتطوعين للمساعدة في المنظمة حتى يستطيعوا المواظبة على تقديم كل ما يستطيعون من خدمات للعائلات الجديدة.
وفي النهاية شكرا لتوفيق وسليمان لمشاركتهم وشكرآ لطارق علي الذي ساعد في الترجمة وفي النهاية اقول لقد وصل للاجابة على سؤالي اللاجئ شخص مثلي ومثلك يحلم بحياة افضل.
No comments:
Post a Comment